أصبح الحدث المختلط وغيره من أدوات ووسائل العمل الافتراضي والعمل عن بعد أمراً شائعاً على نطاق واسع منذ انتشار جائحة فيروس كورونا – كوفيد 19 التي أجبرت الجميع على العمل من المنزل قدر المستطاع، وربما يصبح العمل عن بعد -حتى بعد انتهاء الأزمة- هو القاعدة وليس الاستثناء، ويمكن القول إن نسبة أعلى من نشاطاتنا اليومية ستتحول إلى الإنترنت. إن كان التباعد الاجتماعي قد علمنا شيئاً واحد فقط، فهو أنه لا يوجد شيء بقيمة الاتصال الإنساني، ففي الحياة العملية، كما في كل شيء، لا بديل عن التقاء الناس وتفاعلهم مع بعضهم، فالبشر لا يزالون يعتمدون بشكل أساسي على تجاورهم وتفاعلاتهم الشخصية ليعلموا ويتعلموا ويكتشفوا العالم ويتبادلوا الآراء، كما أن حل المشكلات والحوار وصناعة القرار كلها تعتمد بالأساس على علاقات الثقة، لذلك فمن المؤكد أن أول شيء سنلاحظه بعد أن يعود إلى الحياة شيء من طبيعتها هو أن عطشنا وشغفنا نحو الأحداث والفعاليات الوجاهية سيزداد. ما هو الحدث المختلط (الاجتماعي/الرقمي) الحدث المختلط هو ببساطة حدث وجاهي "واقعي" أو مجموعة من الفعاليات الوجاهية التي يدمج فيها جمهور عبر الإنترنت بكل ساسة ما يمكنه من الاستماع إلى المتحدثين والمشاركة في النشاطات بالإضافة إلى التواصل مع المشاركين سواء عبر الإنترنت أو على أرض الواقع. والحدث المختلط ليس مجرد بث مباشر لحدث ما للجمهور عبر الإنترنت، بل هو تقنية بث تدعم كلا الجمهورين، الموجودين في قاعة الحدث والمشاركين عبر الإنترنت، مما يوفر مساحة تفاعلية لهم جميعاً ليشاركوا في الحدث بينما يتعرضون للمحتوى نفسه. إنه لمن الضروري أن تأخذ وقتاً كافياً لتحديد أهداف حدثك المختلط، وتجمع كل الأدوات التي قد تحتاجها لتحقيق هذه الأهداف بفعالية. فيما يلي، سنلخص العناصر والأهداف والفوائد الأساسية للحدث المختلط. العناصر الأساسية للحدث المختلط إن أحد أكثر المفاهيم الشائعة التي نسمعها هي أن كل ما يلزمك لاستضافة حدث مختلط هو الحصول على تقنية بث افتراضي، بينما تقول الحقيقة أن الحدث المختلط يجب أن يتكون من نفس الأجهزة والتقنيات التي تتكون منها الأنشطة والأحداث الواقعية، ومع تزويد الحدث بتقنيات البث الافتراضي، نكون قد حصلنا على أفضل حدث ممكن! - محتوى تفاعلي لعل جودة المحتوى تصبح أكثر أهمية في الحدث المختلط، إذ لا ينبغي أن يقتصر التفاعل على الحضور الفعليين في القاعة، بل يجب أن يشمل الحاضرين عن طريق الإنترنت. - التسويق يستهدف الحدث المختلط المشاركين الواقعيين والافتراضيين على حد سواء، مما يمنح مؤسستك الفرصة لمضاعفة أعداد المشاركين وجذب المزيد منهم. - التسجيل أنشئ مسارات تسجيل مخصصة تناسب كلاً من الحضور الواقعي في القاعة والافتراضي عبر الإنترنت ليقوموا بالاشتراك في الفعاليات المناسبة، ومن ثم عليك أن تتابع من لم يسجلوا، وترسل بريداً إلكترونياً لهم ليقوموا بالتسجيل. المزايا حجم الحضور لا شك أن الحدث الوجاهي (وجهاً لوجه) غالباً ما يكون أكثر تفاعلية، إلا أن بعض الأشخاص المهتمين به قد لا يملكون القدرة أو الوقت اللازم للسفر مسافات طويلة لحضور مثل هذه الفعاليات، وغني عن الذكر أن هذه الفعاليات قد تكون ذات تكاليف باهظة، لذا فإن هذه العوامل قد تمنع بعض الأفراد من التسجيل والاشتراك في حدثك، لكن الحدث المختلط في المقابل سيمكن هؤلاء الأفراد من حضور الحدث من قلب منازلهم كما يشاءون بأريحية خالصة، وبتكلفة أقل بكثير! التفاعل مع المحتوى عندما تستضيف حدثاً مختلطاً فإنك تقوم ببث كلمات المتحدثين والجلسات المنعقدة للمشاركين الافتراضيين ليتابعوها عبر الإنترنت، وهذا يعني أنه يمكنك أن تقوم بتسجيل الحدث، ومن ثم إرسالهم للمتابعين فيما بعد، وبالتالي فإن المشاركين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق ببعض الجلسات أو يودون إعادة مشاهدتها يصبح بإمكانهم التفاعل مع المحتوى مجدداً حتى بعد أسابيع من انتهاء الحدث. خفض البصمة الكربونية بانخفاض عدد الحضور داخل القاعة فإن البصمة الكربونية للحدث ستنخفض هي الأخرى بكل تأكيد، لأن حركة الزوار ستكون أقل وسيتم التخلص من عدد أقل من الأطباق، وسيقل نقل الطاولات والكراسي المستأجرة، وبهذا فإن منظمتك لن تكون قد استضافت حدثاً عظيماً فحسب، بل وستصبح منظمة واعية بيئياً. المرونة وهو نفس السبب الذي من أجله اخترعت الأحداث الافتراضية بالمقام الأول، ألا وهو الراحة! وكما شرحنا سابقاً فجداول معظم الناس مزدحمة مما يجعلهم مترددين دوماً لأخذ جزء من وقتهم للسفر لحضور حدث ما ثم العودة مرة أخرى. وبهذا فإن الخيارات التفاعلية عبر الإنترنت تجعل حضور الفعاليات أسهل بالنسبة لهم. التواصل مع جمهور عالمي لم نعد محصورين بجمهور معين وعدد قليل من المهتمين المعتادين على السفر، إذ أصبح بإمكاننا الآن السماح للناس من كل أرجاء العالم بالانضمام بل والمشاركة في أحداثنا عبر الإنترنت. ولأن تجربة التواجد الفعلي في الحدث تعتبر ميزة أساسية للفعاليات داخل القاعات، فمن المتوقع أن نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في استضافة الأحداث المختلطة ما بعد انتهاء جائحة فايروس كورونا، فالحدث المختلط يشجع على المشاركة الواقعية في الحدث بكل أريحية مع ممارسة التباعد الاجتماعي بسهولة، بينما يشارك آخرون من أماكن بعيدة. ومع ذلك، فإنه لا توجد حتى الآن طريقة أفضل في نقل تجربة التواصل بكل جوانبها من التواصل وجهاً لوجه، فلغة الجسد جزء أساسي من التواصل، وبكل تأكيد فالإيماءات وتعبيرات الوجه وحركات الأعين لا يمكن أن تفهم إلا وجهاً لوجه. كما أن الاجتماعات وجهاً لوجه هي الحل الأنسب والأكثر فعالية عندما تنوي شركة ما الحصول على أفضل النتائج من اجتماع فريق العمل. ما لا يمكن تعويضه بعيداً عن الأحداث الاجتماعي نقاط القوة: توفر الاجتماعات للأشخاص بيئة أكثر تركيزاً من دون مشتتات، وطالما كان الحضور مستمتعين، ويتلقون معلومات مفيدة، ولا يشعرون بالجوع، فإن الخبراء من مستضيفي الفعاليات يستطيعون إبقاءهم متفاعلين لوقت طويل. - فرصة أكبر لفهم لغة الجسد لا تتم عملية التواصل بالكلمات فحسب، إذ يمكن أن تفهم الكثير من خلال مراقبة لغة الجسد، وحتى من خلال أدق التفاصيل والحركات والإيماءات التي يمكن أن تصدر عن الأشخاص الآخرين. - يصبح التركيز أسهل من المؤكد أن الاجتماعات الافتراضية مفيدة ورائعة، إلا أن عالم المهام المتعددة الذي نعيش فيه يعني أن هنالك فرصاً عالية أن يقوم الأفراد خلال الاجتماع بالانخراط في مهمة أخرى كتفقد البريد الإلكتروني مثلاً، مما يعني أنهم لن يكونوا قادرين على التركيز بشكل تامّ فيما يتم عرضه في الاجتماع. لكن فرص تعدد المهام في الاجتماعات الوجاهية منخفضة جداً، وهذا هو أحد أهم فوائد هذا النوع من الاجتماعات، فهي اجتماعات أكثر تفاعلية وغالباً ما يتردد المشاركون في القيام بأي نشاط خارج إطار الاجتماع لأنه سيتم اكتشافهم، وبهذا فإن الاجتماع وجهاً لوجه يضمن التركيز الكامل، أو على الأقل أعلى قدر ممكن منه. - تكون الحوارات أعمق عندما تحضر الاجتماعات بشخصك فإن كل تركيزك وأفكارك تنصب في محور الموضوع الذي تتم مناقشته، ما يعني أنك ستكون أكثر فعالية وستشارك بأفكار وملاحظات أكثر عمقاً. كما أن العديد من الأشخاص لا يحضرون الحدث لأجل محتواه فقط، بل ليكونوا قادرين على الالتقاء والتواصل مع المتحدثين والمشاركين الآخرين الذين تجمعهم اهتمامات معينة، فالعامل البشري بناء العلاقات هما السببان الأساسيان وراء حضور الناس لحدث ما. أيهما أفضل: الحدث الاجتماعي أم المختلط (الاجتماعي/الرقمي) ؟ الحدث الاجتماعي: تضمن تواصلاً أفضل. تتيح تفاعلاً شخصياً أكبر تجعل التركيز أفضل تعطي مجالاً أكبر للعفوية الحدث المختلط (الاجتماعي/الرقمي): - تجعل الحدث أكثر مرونة - تخفض التكاليف اللوجستية .
-
13/12/2020
13/11/2020
02/10/2020
15/09/2020
31/07/2020
17/06/2020
11/06/2020